حالة توقف

أبداً .. انها مجرد تحركات في ظلال الحاضر الغامض,,,
كمن يتخبط في أورقة معابد تغلف اعمدتها بلوّن السواد .. و بعض من الغربان تطير فوق شواهد قبور نقشت عليها اسماء آلاف آخرين ,,,

كم هي ممله تلك الحياة
سحب تتحرك بعنفوان شارع سريع لا يوقفه إشارات مرور مزعجه .. و لا هناك كاميرات او ردارات تهدد سحابة تحاول ان تصل الى قدرها في سرعة .. و ضوء شمس يتخللها باستحياء .. محاولا الوصول في استماته الى نخاع العظام كي ينشر الدفء في اصابعي الزرقاء
كمن صرخ في مكان يمتلأ بالضوضاء .. لا يسمع صوت بكاء الملائكة او صراخ الشياطيين .. صوت صراخه يضيع بين الصدى و بين الفوضى .. و لا عزاء لاصوات العصافير العاشقة في أعالى الاشجار .. لا يرى الا فم مفتوح بقوه كمن يصرخ و لكنه بلا صوت .. و يديه تضغط على جبينه في قوة .. و عينيه لا ترى إلا السواد .. كسواد نفس دوريان جراي القاتمة

كم هي ليست حية فعلاً تلك الحياة!
كم من ابتسامات تقتل على شواهد قبور الشفاة .. و كم من قطرات مياة تولد من سحب لتموت سريعا على بشرات الأرض .. كل ثانية تزهق اكثر من روح .. و تعوى الذئاب على قارعة الطرقات .. فالحياة موْتين امام حياة واحدة .. فسبحان خالق زاهق الارواح .. ينتقل كما الخيال بين الأنفس .. بلا منجل ضخم .. او بوم ينظر بعينيه الدائرتين الى لاشيء!
و طفل صغير جفت الدموع على وجنتيه ينظر الى سواد شارع منتظراً لملاك يأتي فينتشله من عالم الضياع .. و رجل عجوز يضم ركبتيه الى صدره و يدفن بينهما ذقنه محاولاً ان يقتنص فرصة للنوم قبل ان يبدأ الشارع في الارتجاج من ضربات المارة عليه

كم هي قاسية فعلاً تلك الحياة
نومأ برؤوسنا امام كلمات من نحب .. و نخلق من داخل انفسنا الابتسامات كي نرسم ابتسامة عشوائية رغم تجعيدات الحزن فوق شفتيهم .. و نؤكد لانفسنا اننا نعشقهم في جميع حالاتهم .. رغم بحر القلق الذي ينقلب دوماً بأمواج التفاؤل ... و يذهب بالمستقبل كزبد أبيض يذوب سريعاً على رمال شاطيء الحاضر الكئيب .. الذي افتقد اللون الابيض المحبب للون الشطئان و تلون بلون أصفر شاحب يقتل في أمل نظرة العين ما تفضل ان تراه .. لا هناك فراشات سعيدة او فراشات حزينة .. فالفراشات ترقص كي تحاول الهرب ... و لا أكثر

كم هي حياة .. تلك الحياة!
انا الآن في حالة توقف .. لا تزال إشارة حياتي حمراء ... أدير الراديو من قناة لأخرى .. أبتسم قليلا و أعقد حاجباي قليلاً .. و لا تزال الاشارة حمراء .. في حالة توقف

.

كامل التقدير,,,